abdlkhalk
abdlkhalk
abdlkhalk
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

abdlkhalk

منتـــــــــــــــــدى التــــــــــــــواصــــــــــل والاهتمام
 
الرئيسيةhttp://trial.12أحدث الصورالتسجيلدخول
نتمنى ان تساهموا معنا بكتابة مواضيعكم الجميلة وان تكتبوا اقتراحاتكم التي سنأخذها ان شاء الله بعين الاعتبار
حكمة هذا الزمان: لا تكــونن قـاسيــا فتكســر ولا ليــــــنا فتعصــــــر
ياداخل المنتدى صل على النبي محـمـد صلـى الله عليه وسلــم
ثلاث يعز الصبر عند حلولهـا ويذهل عنها عقل كل لبيب خروج اضطرار من بلاد يحبها، وفرقة إخـوان، وفقد حبيب
المواضيع الأخيرة
» لتحضير الدكتوراه لمن هو مهتم
الشعر الصوفي Icon_minitimeالجمعة أغسطس 26, 2022 12:46 pm من طرف ربيع سعداوي

»  ربيع سعداوي Admin المساهمات : 56 تاريخ التسجيل : 26/07/2022 معاينة صفحة البيانات الشخصي للعضوhttps://rabai-saadaoui.ahlamontada.com طيبي أمال، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة وهران، الجزئر ...يظهر من اصول اندلسية.؟
الشعر الصوفي Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 10:13 am من طرف ربيع سعداوي

» تصميم مواقع الانترنت – انشاء موقع الكتروني
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأحد سبتمبر 10, 2017 8:59 am من طرف شركة اطياف

» تصميم تطبيقات الهواتف الذكية مع أطياف
الشعر الصوفي Icon_minitimeالإثنين يوليو 03, 2017 11:40 am من طرف شركة اطياف

» انت الناقد الفذ يا دكتور بومنجل
الشعر الصوفي Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 27, 2017 11:13 am من طرف ربيع سعداوي

» الاحكام تصدر باسم الشعب.فمن يقول لاهابريي عدالة ال لا؟؟
الشعر الصوفي Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 27, 2017 11:08 am من طرف ربيع سعداوي

» الاحكام تصدر باسم الشعب..فمن يقول لارهابيي العدالة لا؟؟؟
الشعر الصوفي Icon_minitimeالثلاثاء يونيو 27, 2017 10:40 am من طرف ربيع سعداوي

» تصميم وتنفيذ جميع ديكورات الأسقف المعلقة جبسيوم بورد
الشعر الصوفي Icon_minitimeالإثنين أكتوبر 10, 2016 1:56 pm من طرف atiaf

» مبرمج اندرويد – مبرمج ايفون
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:33 pm من طرف atiaf

» تصميم مواقع انترنت – شركة تصميم مواقع انترنت
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 07, 2016 12:03 pm من طرف atiaf

» مبرمج مواقع انترنت
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 07, 2016 10:25 am من طرف atiaf

» مصمم مواقع انترنت
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 07, 2016 9:58 am من طرف atiaf

» اعلان جوجل ادورد
الشعر الصوفي Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2016 9:52 am من طرف atiaf

» اعلان فيس بوك مدفوع – ممول
الشعر الصوفي Icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2016 9:45 am من طرف atiaf

» تسويق الكتروني
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأحد سبتمبر 04, 2016 2:55 pm من طرف atiaf

» تصميم مواقع انترنت – شركة تصميم مواقع انترنت
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأحد سبتمبر 04, 2016 2:33 pm من طرف atiaf

» تسويق الكتروني
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأحد أغسطس 07, 2016 12:02 pm من طرف atiaf

» اعلان جوجل ادورد
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأحد أغسطس 07, 2016 10:19 am من طرف atiaf

» اعلان فيس بوك مدفوع – ممول
الشعر الصوفي Icon_minitimeالأحد أغسطس 07, 2016 9:09 am من طرف atiaf

» مبرمج اندرويد – مبرمج ايفون
الشعر الصوفي Icon_minitimeالسبت أغسطس 06, 2016 2:42 pm من طرف atiaf


 

 الشعر الصوفي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد الرسائل : 623
العمر : 41
تاريخ التسجيل : 06/09/2008

بطاقة الشخصية
المواضيع الاخيرة:
الشعر الصوفي Left_bar_bleue2/2الشعر الصوفي Empty_bar_bleue  (2/2)
المواضيع الاخيرة:
الشعر الصوفي Left_bar_bleue1/1الشعر الصوفي Empty_bar_bleue  (1/1)

الشعر الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: الشعر الصوفي   الشعر الصوفي Icon_minitimeالجمعة ديسمبر 23, 2011 12:23 pm

-الشعر الصوفي:

سواء اشتقت الكلمة من لبس الصوف (ميزة المتصوفة) أو من الصُفّة (أهل الصفة) أو من الصفاء (صفاء قلب الصوفي ومصافاته لله) أو من اليونانية (سوفوس أو سوفيا)..، فإن التصوف يبقى حركة متميزة (إنسانية وعالمية) [وتكوينا شعريا فريدا ] تتبنى نظرة مختلفة للكون وللتعامل مع العنصر الديني نفسه. بدأت ملامح التصوف في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري لدى إبراهيم بن أدهم البلْخي (ت 160 ﻫ) ورابعة العدوية (180 ﻫ) [ ويبدو أنها أول من تكلم في الحب الإلهي] لكن وضعت معالم التصوف ومبادئه ومصطلحاته في القرن الثالث، فبظهور الجنيد (297 ﻫ) يتم توضيح كثير من القواعد والمصطلحات وسيبقى هو المرجع الأساس لمفاهيم التصوف ولمنهجه قرونا، وسيتكرس أسلوبه الرمزي لدى تلميذه الحلاج [المقتول سنة 309 ﻫ]، وهكذا فإن نهاية [أو النصف الثاني] القرن الثالث مؤشر على اتجاه الصوفية إلى نظم الشعر. ويمكن القول إن المرحلة الأولى تمتد من أواسط القرن 2 إلى القرن 4 والمرحلة الثانية حتى نهاية القرن 7 وأواسط القرن 8 وهو العصر الذهبي للأدب الصوفي.

في الوقت الذي كان فيه أبو العتاهية وأضرابه يتوجهون بالنص الشعري الديني نحو النظام الزهدي، كان آخرون يؤسسون - بعيدا عن المسار العام والـمُـمَـهَّـد للفن الشعري - تكوينا جديدا لشعر (ديني) أعاد عنصره الخام، حتى أن علاقته بالشعر الديني نفسه محل نقاش. لقد انتقلت الصورة التكوينية المرتبطة بالمعرفة وبالإحساس في صورة أخرى، أكثر عمقا وأشد ارتباطا بالإلهي في صورته المطلقة، والمعرفة تعود إلى الذوق لا إلى العقل [مع العلم أن مؤثرات التصوف ومصادره ليست إسلامية فقط]. .

تظهر رابعة العدوية بمقطوعاتها القليلة من أوائل من أسسوا شعر التصوف، وتمركزت حول الحب الإلهي وهو مفهوم مرتبط بالمعرفة، .......وذو النون المصري وأبو الحسين سَحنون الخواص بأشعاره في المحبة، ومنها:

وكان فؤادي خاليا قبل حبكــم وكان بذكر الخلق يلهو ويمزح

فلما دعا قلبـي هـواك أجابــه فلستُ أراه عن فِـنائك يبرح

رُميتُ ببيـن منك إن كنت كاذبا وإن كنتُ في الدنيا بغيركَ أفرح

وإنْ كُل شيء في البـلاد بأسرها إذا غبت عن عينـي بعينيَ يُلمح

فالقلب خال قبل أنوار معرفة الحقيقة الإلهية، وكل العشق البشري مجرد لهو ومزاح لأنه محدد النهاية ومحدد الصورة، ولكن الالتقاء بالحب الإلهي يربط القلب إلى ساحة الفناء، فيكون أكبر عقابه البعد، أي العودة إلى الدنيا وذلك بالنظر بعين البشر لا بعين الله ونوره. ومن الواضح أن المكون الأساسي لشعر الصوفية إنما هو الرمز والإشارة والبعد عن اللغة المباشرة أو الصورة العادية. فالتجربة تقوم على معاناة متميزة وغير عادية يسود صورها ومعانيها الغموض، ومن ثم فإن الخطاب سيكون متميزا وغير عاد. و الحلاج (قتل 309ﻫ) من أبرز شعراء التصوف في تلك الفترة، وقد وظف أغلب أفكار ومصطلحات التصوف، وأكثرها إثارة للجدل، خاصة فكرة الحلول، يقول:

أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنــا

فـإذا أبصرتَنـي أبصرتَـه وإذا أبصرتَـه أبصرتنـا

والنص يتمحور حول رفض الثنائية وإبعادها، ولكن المخاطب والغائب اللذان هما واحد في نظره ينفصلان على مستوى الروح، لأن الجسد يمـحي ويزول، لكن الروح تبقى، فإذا كان المبصر هو الجسد فإن المرئي واحد، جسد، لكن الروح توحدت بالإلهي.

لقد تنوعت وتعددت رموز الصوفية انطلاقا من الرؤيا البعيدة ومن معاناة الممارسة، وهي سلسلة طويلة من الرموز يحضر فيها الأنثوي (المرأة - الحب- التحجب- البعد- القرب.. وما يتعلق بكل ذلك ) وهو رمز يتصل غالبا بالحقيقة الإلهية البعيدة، وكذلك رموز السكر وما يتعلق به (الخمر والشرب والكرم ..) وترتبط بمعاني الفناء والغياب والدهشة، ورموز البرق والشمس والإشراق ونحوها وتتعلق بظهور الحقيقة وخفائها..

ومع الحلاج يتألق أيضا اسم الشبلي (ت 334 ﻫ) ولم يبتعد عن حدود التصوف السني، ولذا ورد عنده مصطلح المخاطبة وغاب مصطلح المشاهدة والحلول والاتحاد: وخاطبت موجودا بغير تكــلم ولاحظت معلوما بغيـر عيان

ويركز على الحب الإلهي الذي يجسد فيه عذابه وأشواقه وبكاءه:

قبورُ الورى تحت التراب وللهــوى رجالٌ لهم تحت الثيـاب قبـور

وعندي دمـوع لو بكيتُ ببعضـها لفاضت بحور بعدهن بحــور

فجسد الصوفي (المحب) يموت ويتحول إلى قبر، لقد قتله الشوق ومتاعب الطريق (المجاهدة)، ويبقى الحنين والشوق الملتهب يواصل فيض الدموع تعلقا بالحقيقة النورانية التي تظهر وتختفي. وسيكون شهاب الدين السهروردي (قتل نحو 582 ﻫ) محطة هامة، فهو فيلسوف مطلع متعدد الثقافات، ترك تآليف عدة (هياكل النور - حكمة الإشراق - أصوات أجنحة إسرائيل أو جبريل ..)، وله شعر كثير أيضا، منه حائيته الشهيرة:

أبـدًا تَـحِنُّ إليكُـمُ الأرواح ووصالُـكم ريحانها والــراحُ

وقلوب أهل وِصالكم تشتاقكم وإلى لذيـذ وصالكم تــرتاحُ

وَراحمتَـا للعاشقين تَكلَّـفُـوا سَتْـر المحبة والهوى فَضَّــاحُ

بالسر إن باحـوا تُباح دماؤهم وكذا دمـاء العاشقين تُـبَـاح...

هو العشق القاتل، حنين الروح المتواصل والدائم إلى الصورة العليا، والقرب منها هو دنيا الصوفي وحياته، وكلما اقترب احترق حتى يموت، فيحيا عندئذ، ويعود بعد غيابه عن الخلق ولكنه مجرد جسد لأنه وهب الذات للآخر، فحين يتحدث لا يرى غيره، وما يقوله لا يفهمه البشر المحجوزون عن الحقيقة الباقون في الدنيا وعالم التراب، فيبدو السر خروجا عما تعارفوا عليه، فيقتل، وهو إنما قتلته شريعة الحب التي تمنع أن يباح بالسر..

وفي الفترة نفسها كان أبو مدين شعيب (ت594 ﻫ) دفين تلمسان يضع قواعد التصوف في الأندلس والمغرب، وحول الشعر المذكور له نقاش ولكنه إنجاز فني متميز. لكن عمر بن الفارض (ت 632 ﻫ) الملقب بسلطان العاشقين دفع القصيدة الصوفية إلى مداها، محققا (رغم الصناعات اللفظية) انسجاما وعمقا، وأطال في القصائد، مضمنا إشارات الصوفية وعلومهم وقواعدهم[يراجع ديوانه تحقيق: هيثم هلال]، خاصة التائية الكبرى الشهيرة (المسماة نظم السلوك وأبياتها: نحو 760 بيتا) ومطلعها:

سَقتني حُـمَـيَّـا الحُبِ راحـةُ مقلتـي وكأسي مُحَـيَّـا مَـن عن الحُسْن جَـلَّـتِ

والتائية الصغرى (103أبيات) ومطلعها:

نَعَـم بالصَّبـا قلبي صَـبَـا لأحبتـي فيا حبـذا ذاك الشَّـذَى حين هَـبَّـتِ

ويرتكز شعر ابن الفارض على المعاناة نفسها حين يتلقى الصوفية الحقيقة ويعيش الاحتراق والفناء، ولهذا استند إلى رموز الحب والسكر أساسا، يقول:

زدنـي بِفَـرْطِ الحب فيك تحيُّـرا وارحَم حَشـًا بِلظَى هواكَ تَسعَّـرا

وإذا سألْـتُـكَ أن أراكَ حقيقــةً فاسـمحْ، ولا تجعل جوابي: لن ترى

يا قلبُ أنـتَ وَعدتَـني في حبهـم صبرا، فحاذرْ أن تضيق وتضجَـرا

إن الغـرام هو الحيـاة، فَمُـتْ به صَـبًّا، فحقُّك أن تموت، وتُـعْـذرا

قل للذين تقدمــوا قبلـي، ومَـن بعدي، ومن أضحى لأشجاني يـرى

عَني خُذوا، وبـيَ اقتدوا، وليَ اسمعوا، وتحدَّثـوا بصَبابتـي بيــن الورى..

يتحول المحب إلى أسطورة، [يوجد داخل النص بقايا صور كبار المحبين]، ولا يقاوم العذاب والحيرة بل يطلبها، وربما ضعفت الإرادة أمام مصاعب الطريق، لكن نهاية المحب هي الموت، وبذلك تكتمل الأسطورة، فيغدوا الصوفي إمام المحبين وقدوتهم. وقد تألق في نفس العصر محي الدين بن عربي الأندلسي (ت 638 ﻫ) (الشيخ الأكبر) وهو المثال الفذ للصوفية جميعا وأكثرهم تعمقا وتأليفا وبحثا وشعرا، وقد اشتهر بكتب عدة منها (الفتوحات المكية) وديوان شعره الذي شرحه بنفسه (ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق). وقد ضمنه عصارة الفكر الصوفي وأوصل التجربة إلى القمة، نقرأ عن سفر الصوفي ومعاناته نحو الحقيقة الإلهية (ديوانه، ص: 156):

رعَـى الله طيـرا على بَـانَـةٍ قد أفصَـحَ لي عن صحيح الخبــرْ

بِـأن الأحِـبّـة شَـدُّوا علـى رَواحِلَـهـم، ثم بــانوا سَـحَـرْ

فسِـرتُ، وفي القلب من أجلهـم جحيـم لِـبَـيْـنِـهِـمُ يستـعِـرْ

أُسَابِـقُهـم في ظـلام الدجـى أنـادي بـهم ثم أقْـفُـو الأثَــر

وما لـي دليـلٌ على إثــرهم سوى نفَـسٍ من هـواهم عَطِـرْ

رفَـعْنَ السِّـجافَ أضاء الدجـى فسار الركـابُ لضـوء القمــر

فأرسلتُ دمعــي أمام الركـاب فقالوا: متى سـال هـذا النّـهَـرْ

ولـم يستطيعـوا عُـبـورا لـه فقلت: دمـوعي جَـريْــنَ دُرر

كأن الرعودَ لِـلَمْـع البُــروق وسَـيرِ الغمام لِـصَوْبِ المطــر

وَجِـيبُ قلـوبٍ لبَـرق الثغـور وسَكْـبُ الدموع لركْـبٍ نَـفَـرْ...

يسافر الصوفي من الظاهر إلى الباطن، ومن العالم إلى الغيب، إلى الله، والطير (أو النبوة) يحمل الرسالة والبشارة ولا يبقى، وتبتعد الحقيقة لكن ترتسم الطريق ، فيسير الصوفي عبر جحيم الأشواق والمعاناة، يتبع الأثر وليس مما تراه العين بل يحسه ويتذوقه، فهو مجرد عطر، حتى إذا وصل يغمر الضوء الأكوان حين ترتفع الحجب، ولكن الحقيقة تستمر في الابتعاد، وتنتهي لحظة الكشف، فيبكي الصوفي في غربته وبعده عن المحبوب الذي اختفى، ولا تبقى إلا صور الإشارات والحالات بروق ورعود ومطر حيث النور والنار والخوف والرجاء ..

ويبرز أيضا عفيف الدين التلمساني (دفين دمشق ت 690 ﻫ)، وهو يجسد الشوق المستمر إلى الحقيقة البعيدة القريبة، والتي تلوح وتختفي (ديوانه، تحقيق: د.العربي دحو، ص: 31):

مَنعتْــها الصفــات والأسمــاء أن تُـرى دون برقــع أسمـــاءُ

قد ضَللْنـا بشَعــرها وهوَ منهــا وهَـدتْنـا بــها لهـا الأضْــواءُ

كيف بِتْـنـا من الظَّمـا نتشـاكَـى يا لَقَـومـي وفي الرحـال المــاءُ

كم بكـينـا حزْنا بِـمَن لو عَـرفنـا كـان من شــدة السـرور البكـاءُ

نحـن قوم مِـتْنا – وذلك فَـرْضٌ - في هواهـا فلْـيـيْـأسِ الأحيــاءُ

وأقـامــت نفوسُنـا في حِـمـاها لا بنـا بل بهـا ليصـفُـو الصفـاءُ

فالمُـلَـبِّي إذا دَعَـتْ هــيَ منــا ومُجيبـــونَـها لـهـا الأصـداءُ...

فأصل الحقيقة الإلهية ألا تكشف نفسها ولا ترى إلا من وراء حجاب، والشَّعر الأسود المظلم هو ما لدى الإنسان منها ولكنه ليس الحقيقة نفسها بل يتيه فيه المرء ويضل، أما علاماتها والدليل إليها فهي الأنوار. فهو قرب وبعد في الوقت نفسه، وهو ظمأ قاس رغم وجود الماء قريبا من الفم، وغيابها يورث الحزن، وتألقها ليس للأحياء بل للأموات، ولذا يموت الشاعر ليحيا، فيتحول معنى الحياة العادية إلى موت، ويتحول معنى الموت والفناء فيها إلى حياة، وعندئذ يتحد بها فيغيب تماما عن عالم (الأحياء) ولا يحضر أو يحيا إلا من خلالها، فهي نفسها التي ستجيب نفسها إذا دعت، إذ لم يبق من الذات الأرضية إلا الأصداء.. وهكذا كان طريق القصيدة الصوفية طويلا وشاقا، لكنه استسلم بعد القرن السابع في الغالب إلى مميزات عصر الضعف وصناعاته.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

هامـــش:

التصوف: في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري ظهرت مقدمات وعبارات وأفكار للتصوف لدى إبراهيم بن أدهم البلْخي (ت 160 ﻫ) ورابعة العدوية (180 ﻫ) [ ويبدو أنها أول من تكلم في الحب الإلهي] وشقيق البلخي (194 ﻫ ) تلميذ إبراهيم بن أدهم [ وهو أول من تكلم في التصوف بخراسان]، ومعروف الكرخي (ت 200 ﻫ)، وأبو سليمان الداراني الشامي (ت206 ﻫ) وبشر بن الحارث الحافي الخراساني (ت 227 ﻫ) ومن أقواله: " الجوع يصْفي الفؤاد ويميت الهوى ويورث العلم الدقيق، والمتقلب في جوعه كالمتقلب في دمه في سبيل الله، وإذا أعجبك الكلام فاصمت، وإذا أعجبك الصمت فتكلم "..

ففي القرن الثالث وضعت معالم التصوف ومبادئه ومصطلحاته. ومن أوائل من أصلوها الحارث بن أسد المحاسبي (234 ﻫ) [ نوع من التصو ف السني] وذو النون المصري (245 ﻫ) [فصل المعرفة الصوفية عن المعرفة العلمية والفلسفية ] وسري السقطي (251 ﻫ) [ وركز على الحب الالهي] وأبو يزيد البسطامي (261 ﻫ) [أول من أدخل فكرة الفناء في الذات العلية] وأبو حمزة الصوفي (269 ﻫ ) [أول من تكلم في المنابر على مصطلحاتهم] وأبو سعيد الخراز (277 ﻫ) [أول من توسع في فكرة الفناء] وحمدون القصار (271 ﻫ) [أول من توسع في فكرة الفناء] وبظهور الجنيد (297 ﻫ) يتم توضيح كثير من القواعد والمصطلحات وسيبقى المرجع الأساس لمفاهيم التصوف ولمنهجه قرونا، وسيتكرس أسلوبه الرمزي لدى تلميذه الحـلاج، ويأتي الترمذي الحكيم (390 ﻫ) فيشيع فكرة الاعتقاد بولاية الصوفية وكراماتهم. وهكذا فإن نهاية القرن الثالث مؤشر على اتجاه الصوفية إلى نظم الشعر.

ومصطلحات الصوفية كثيرة ومعقدة، فهناك المقام (موضع يتوصل إليه بمقاساة وتصرف)، و الحال (معنى يرد إلى القلب؛ لحظات تجربة (شوق انزعاج بسط طرب حزن ..) لاإرادية ومنها القبض والبسط)، و الوجد (ما يصدف القلب دون تعمل وتكلف وهو ثمرة الورد والوجود يأتي بعد الارتقاء عن الوجد). والفناء والبقاء، و الغيبة (غيبة القلب عما يجري من أحوال الخلق) والحضور (أن يكون حاضرا بالحق)، و الصحو (رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة) والسكر (غيبة بوارد قوي والسكر زيادة عن الغيبة، والذوق والشرب يعبر به عن ثمرات التجلي ونتائج الكشوف يبدأ الذوق ثم الشرب ثم الارتواء)، والخواطر (خطابات ترد على الضمائر [ من الملَك هي إلهام، ومن النفس هواجس ومن الشيطان وساوس ومن الله في القلب هي خواطر حق]. و المحو (رفع أوصاف العادة) والإثبات (إقامة أحكام العبادة)، و الستر والتجلي، العوام في غطاء الستر والخواص في دوام التجلي، و المحاضرة حضور القلب ثم المكاشفة حضوره بنعت البيان ثم المشاهدة حضور الحق من غير بقاء تهمة، واللوائح تفاجئ القلب ثم اللوامع وهي أظهر وأطول مدة قليلا ثم الطوالع وهي أبقى وقتا وأقوى سلطانا، والبعدُ ( التدنسُ بمخالفته)، وأول البعد بعدٌ عن التوفيق ثم بعدٌ عن التحقيق، والقربُ بالإيمان وتصديقه ثم بالإحسان وتحقيقه ولا يكون القرب من الحق إلا بالبعد عن الخلق، والقرب منه بالعلم والقدرة هو للكافة، وباللطف والنصرة هو للخاصة، وبالتأنيس خاص بالأولياء. والشريعة والحقيقة: الشريعة التزام بالعبودية والحقيقة مشاهدة الربوبية (بالقلب) [ الشريعة معرفة السلوك إلى الله والطريقة سلوك طريق الشريعة أي العمل بمقتضاها] وكل شريعة غير مؤيدة بالحقيقة فأمرها غير مقبول وكل حقيقة غير مقيدة بالشريعة فأمرها غير محصول.. فالشريعة أن تعبده، والحقيقة أن تشهده، والشريعة قيام بما أمر والحقيقة شهود لما قضى وقدر وأخفى وأظهر.

أما المقامات: فمقام التوبة (أول منازل السالكين ومقامات الطالبين)، وقالوا التوبة من العقوبة والإنابة طمعا في الثواب والأوبة مراعاة للأمر وهي أعلاها، ومنه فالتوبة صفة المؤمنين " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون " – النور31- والإنابة صفة الأولياء المقربين " من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب " - ق 33- والأوبة صفة الأنبياء والمرسلين " نعم العبد إنه أواب " – ص 44- ومقام المجاهدة: مقاومة شهوات النفس ومقاساة العبادة ، ومقام الخلوة والعزلة: وتكون بعد تحصيل العلوم، ومقام التقوى ومقام الورع ومقام الزهد، ومقام الصمت (سكوت الظاهر وسكوت القلب والضمائر) و مقام الخوف (والخوف من شروط الإيمان، والخشية من شروط العلم، والهيبة من شروط المعرفة) ومقام الرجاء ومقام الحزن (وهو حال يقبض القلب عن أودية الغفلة) ومقام الجوع وترك الشهوة، ومقام الخشوع والتواضع ومقام مخالفة النفس و مقام التوكل ومقام المراقبة ومقام الرضا ومقام العبودية ومقام الإرادة ...[يراجع القشيري]..

ومن مصطلحاتهم: الهاجس (الخاطر الأول)، المريد (المتجرد عن إرادته)، والسالك (الذي مشى على المقامات بحاله لا بعلمه)، والسفر (توجه القلب إلى الحق بالذكر)، والقطب (الغوث) الواحد الذي هو موضع نظر الله من العالم في كل زمان .. [يراجع ابن عربي].. الفناء بالتعلق في الحب، ثم الحلول أي يحل الله في الإنسان ويمتزج، أي أن الله والعالم امتزجا، ووحدة الوجود (ابن عربي ابن الفارض ابن سبعين والعفيف) أي أن العالم والله شيء واحد فهو هو، فليس في العالم وجودان بل وجود واحد..

يراجــع للتوسع: كتاب ظهر الإسلام لأحمد أمين ج2+ج4، والتصوف الإسلامي لزكي مبارك، والعصر العباسي 1+2 لشوقي ضيف، والثابت والمتحول لأدونيس ج2، والصوفية والسريالية لأدونيس أيضا، والرمز الشعري عند الصوفية لعاطف جودت نصر، والحركية التواصلية في الخطاب الصوفي لآمنة بلعلى، وتحليل الخطاب الصوفي لها أيضا، والشعر الصوفي لعدنان حسين العوادي، ... ومن الكتب الصوفية القديمة: الرسالة القشيرية للقشيري، واصطلاحات الصوفية للقاشاني، واصطلاحات ابن عربي والإحياء لأبي حامد الغزالي...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aljazairi.ahlamontada.net
sabah
مشــرف
sabah


عدد الرسائل : 79
العمر : 31
تاريخ التسجيل : 01/11/2011

بطاقة الشخصية
المواضيع الاخيرة:
الشعر الصوفي Left_bar_bleue2/2الشعر الصوفي Empty_bar_bleue  (2/2)
المواضيع الاخيرة:
الشعر الصوفي Left_bar_bleue1/1الشعر الصوفي Empty_bar_bleue  (1/1)

الشعر الصوفي Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشعر الصوفي   الشعر الصوفي Icon_minitimeالإثنين ديسمبر 26, 2011 9:47 pm

باقة ورد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشعر الصوفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشعر
» الشعر الجاهلي وخصائصه
» مسار الشعر الجديد
» خواطر الشعر تمر كالسحاب
» المذاهب الفنية في الشعر العباسي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
abdlkhalk :: منتدى قسم الادب العربي-
انتقل الى: